sabrin

sabrin
لآجئة ومهآجرة ومسخمة

الأحد، 10 يناير 2010

عزاء الضمير


عزاء الضمير
عندما يقتل الأخ أخيه
ويعق الولد أبيه
ويخون الإنسان وطنه الذي يأويه
فلنعلن وفاة الضمير
ونقفل الباب على أحلامنا بالمفتاح
فالأمل في الحياة الشريفة قد راح
عندما نستسلم للظلم
ونعيش تحت جدار الألم
نرى إخواننا يموتون
ونقول نعم
فلنعزي بوفاة ضميرنا
عندما يضيع الشرف
ولا نبكي عليه
يخون الحبيب حبيبه
ولا يحن إليه
يطعن الصديق صديقه
ولا نلوم عليه
وما زلنا نسال عن الضمير؟!
عندما تباح الأسرار
ويأتي الليل في النهار
تتزلزل الأرض وتنهار
ويأتي يوم الانكسار
وننسى من وصانا بسابع جار
فلا تلوموا على من قال:
أين عزاء الضمير؟

الخميس، 7 يناير 2010

من لا يعرفني؟؟



من لا يعرفني؟؟
أنا الذي أتكلم بأعلى صوتي
أقول للكون كله اسكت
أأمر الكون كله أن يسمعني
افرض على كل من في الكون
أن يعطني حقه
أن أكون أنا وليس غيري
من لا يعرفني؟؟
أنا اسمي إنسان
لي عقل ولسان
لي روح وكيان
لم يعجبني في هذا الكون
لا انس ولا جان
اعترض على كل شيء
ولم يرضني سوى الرحمن
من لا يعرفني
أنا من البشر
أريد كل شيء على الدنيا عبر
أتمنى أن أغير القدر
واخذ أكثر من حقي ولو لم يشاء البشر
هذا هو طبعي
فانا إنسان من البشر
وفي النهاية
أتمنى من ربي أن يكون قد غفر
من لا يعرفني؟؟
أنا ابن ادم
جئت على هذا العالم
قوي وجبار وغير مسالم
اظلم واقتل فانا ابن ادم
استحل دم أخي ونسيت أخلاق المكارم
لا أريد أن افهم أو أن أفاهم
فانا على رأيي صامد وصارم
فمن لا يعرفني
أنا الذي أريد
هذا وذاك
وبالمختصر المفيد
لي كل الأملاك
يا قلبي الحديد
لن أحب سواك

ليلة زفاف [قصة قصيرة]

تغمر السعادة قلبي عند رؤيته، وتسعد روحي عند لقيآه، كنا نجلس ساعات وساعات وفي آخر اللقاء نشعر إنها لحظات، دائم التفاؤل، قلبه ناصع البياض، يحبني حباً لم أسمع عنه من قبل، يغمرني عشقاً لم تعشه بنت غيري.

نجلس سوياً ودوماً تحت شجرة التين الكبيرة بآخر قريتنا، ويشعل لي ناراً و يدنو مني ويحكي لي عن بطولاته، وعن المعارك وكيفية مواجهته لها، إنه الفارس المغوار الذي لم يشهد الوطن بطلا مثله، يحب وطنه أكثر من روحه، ويضحي من أجله بأغلى التضحيات.

أثناء تحدثه عن تلك البطولات، أنظر إلى عينيه وأغرق في بحرها وأكون في قمة سعادتي وإستمتاعي، انظر.... وانظر، وعندما يلاحظ نظراتي له؛ يسكت عن الكلام، ويبتسم ويضع يده على رأسي، ويقبل جبيني.

عندما يهم للذهاب إلى الحرب، قلبي يخفق خوفاً عليه ، واحزن كثيراً وأتمنى مرافقته ولكنه يقول لي.... ابقي هنا لأكون مطمأن عليكِ، ويمد يده ويمسح دموع عيني، ويقول لا تخافِ يا عروستي فلن أعود إلا منتصراً... ودائماُ رفيق دربي لا يعود إلا مثلما وعدني!!.

وأخيرا اقترب يوم زفافنا، اقترب اليوم الموعود الذي طالما إنتظرناه على أحر من الجمر، قلوبنا ترفرف من السعادة، أحضرنا الورود والعصائر والحلوى، وانأ لبست فستاني الأبيض الذي لم تلبس مثله عروس من قبل، سوف يُحكى عنه أياما و اسابيعاً وشهوراً، ووضعت الكحل بعيناي اللتين دائماً ما كانتا قبلة غزل رفيق عمري!!.

وفجأة... يهز أوتار أذناي صوت عالي لإطلاق نار.. عالي جداً، وبدون مقدمات يأتوني بخبر استشهاده، يأتون بخبر مفارقته للحياة، وتركه لي وحيدة بهذه الدنيا الغدارة.

لا لم احتمل، ولن احتمل هذا الحدث؛ ذهبت بسرعة ورأيته مرتمياً أرضا، وصدره ممزق وبدلتة الجديدة ممزقة وملطخة بالدم؛ تلك البدلة التي إخترتها له بنفسي، كم كانت جميلة جداً!!، ولكنها الآن ممزقة!!
امسكت بيده وأنا أبكي وابتسم وأقول له:
قم بسرعة وأثبت لهم أنك ما زلت على قيد الحياة، أرهِم بأعينهم حفل زفافنا يا عريس!!.

وماذا عني أيها الزمن؟ أيعقل أن أعيش وحدي؟ ماذا سيحدث لي بعدما فارق حياتي؟!، إنني لم أتخيل ولن استطع مجرد التخيل إني سأعيش مع أحد غيره!، ولن احتمل أن أرى شخصاً غيره بجواري، ولن اقبل أن أكون عروس لعريس غيره!.

أعذرني رفيق عمري، فمحتمل أن أتأخر عليك قليلاً، لكني أعدك بأني لن أكون لغيرك، سأتحمل الوحدة بهذه الدنيا لأجلك، سأعيش العذاب بهذه الدنيا الفانية!!، ولكن أملي كبير بأن ألقاك والحق بك قريبا لنكون سويا من جديد.

الأمر ليس بيدي إنما بيد البارئ خالقي، لم أعد احتمل وجود روحي بجسدي، وأريدها أن تخرج لتعانق روحك، واليوم فقط يا رفيق عمري حان يوم لقاءنا، اليوم يا حبيب عمري يزف الوطن شهيدة جديدة فداءا له.. اليوم يزف الوطن الشهيدة عروس الشهيد!!.

لمحة من الزمن [قصة قصيرة]


في البداية...
تخيلت نفسي أعيش لوحدي في غرفة قديمة وقت الحرب في مدينة ما محتلة من قبل الصهاينة , وحصل معي موقف يحصل في كل وقت وكل ساعة مع أي شخص في هذه المدينة.

في ليلة من ليلة الشتاء المظلمة ,والبرق يدق ويلمع من النافذة ,والرعد يدق ويهز أغراضي, وأنا جالسة أمام مدفأتي القديمة التي أخذتها من جدي بعد وفاته وامسك بيدي دفتر وقلم , واكتب مذكراتي الجميلة , واسرح في عالمي الخيالي الصافي الذي بنيته بنفسي للهروب من الواقع المؤلم ,واكتب كل شيء جميل أحبه , وكل ذكرى تهز قلبي فرحاً عند تذكري لها , كم أنا سعيدة بهذا الدفتر ,انه دفتر السعادة به كل شيء مفرح .
وفجأة,,, وُصِلت الكهرباء التي كانت مقطوعة وفُتِح المذياع . يقول المذيع:لقد سقط اليوم ثلاثون شهيداُ وخمسون جريحاُ معظمهم أطفال ونساء ومن رجال الحرب.
وبسرعة كبيرة ومن غير إدراك مني ذهَبَت يدي وأقفلت المذياع ,وذهبت قطعت السلك بنفسي , ورجعت مسكت القلم,ولكن,,,لم يعد يوجد شيء لأكتبه ,تشتت أفكاري ,وذهبت ذكرياتي الجميلة هباءً منثوراً .لا اعلم إلى أين.
فتحت صفحة قديمة في دفتر السعادة ,ووجدت ضحكة , ولكن لم تؤثر بي تلك الضحكة ,لان الحزن قد غمرني,ونزلت دمعة من عيني رغم عني,لقد حاولت حبسها لكن لم استطع.
ويدق باب غرفتي ,إنها جارتي سعاد جاءت لتطمأن عليّ ,وسألتني بدهشة كبيرة:لماذا غرفتك مظلمة؟
أن الصهاينة قد وصول الكهرباء في حيّنا لمدة ثلاث ساعات,قلت لها : نعم نعم , ولكني قطعت السلك بنفسي,أن سعاد على وشك أن تسألني عن سبب قطعي السلك , ولكن,,جاء صوت يناديها ويقول لها أن بيتها قد دمروه الصهاينة واستُشهد أبوها وأبنائها الأربعة, فذهبت تجري وهي تبكي.
يالا الواقع المرير ,,مسكينة سعاد ,لقد شُرِّد زوجها مع المقاومة , وهي تعيش في بيت صغير مع أبوها وأبنائها الأربعة , وتعمل معلمة في مدرسة الوطن القريبة من حيّنا .
ذهبت سعاد, نعم ذهبت ,وتركت باب غرفتي مفتوح, وأنا ذهبت فقفلت الباب , ورجعت مسكت القلم, وكتبت اسم سعاد , وكانت هذه أول كلمة حزينة اكتبها في دفتر السعادة.

مع احترامي وتقديري
****

الفتى الأُعجوبة

*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
يا من غيرت مقاييس الحب
يا من تملك اغرب قلب
لقد اصبتني بالجنون
وسلبت عقلي المفتون
يا من قلبت الموازين
وجعلت الاحد يأتي الاثنين

أين اختفت روحك عني؟
الى متى سأنتظر قدومك؟
أيها الفتى الأُعجوبة
أيها الحكاية الخرافية

يا من سحرتني من نظرة
وعذبتني من كلمة
وملكتني من لمسة
ويا من شغلت افكاري
وجعلت ليلي نهاري
وبك زاد انبهاري

اين انت الآن؟؟
الى اين ذهبت؟
الى متى ستبقى بعيداً؟
ايها الفتى الأُعجوبة

يا من حسستني بالوجود
وعلمتني معنى الصمود
ووفيت لي بالوعود
وحببتني بالورود
وانتظار اليوم الموعود

لا تبعد اكثر من ذلك
فقلبي لا يحتمل بعادك
فأنت الحاضر والمستقبل
ولا تستغرب ان قلت :
انك الماضي كذلك